*يا شعب فلسطين إن الصُبحَ قريب* بقلم علي خيرالله شريف

عاجل

الفئة

shadow


وكأن روح ذو الفقار تُحَلِّقُ فوق فلسطين المعركة، تمتشقُ سيف فصائل الم_قا_ومة، محفوفةً بملائكةِ السماء وطيف العماد والقاسم وأبطال القافلة، يبشروننا باقتراب وعد الآخرة، ودُنُوِّ أجلِ الزوال.
إن الـ_مق_او_مة الفلسطينية قد أدهشت العالم بأدائها، ووضعت الكيان في ورطة لا يعرف الخروج منها. هي تدير المعركة بكل حكمةٍ وذكاءٍ واقتدار. حتى أن فرنسا تتوسط لدى طهران ولدى دول المحور لتطلب من فصائل الم_قا_ومة وقف القصف. هو عزٌّ ليس بعده عز قد وصلنا إليه، وهو خبثٌ ليس بعده خبث تقوده فرنسا والغرب لخداعنا ومناصرة عدونا.  
أهل مكَّة أدرى بِشِعابِها، ولكننا نتمنى على المتفاوضين في القاهرة أن لا يشترطوا فقط امتناع العدو عن الاغتيالات كي يوقفوا القتال، بل أن يكون الشرط أيضاً وقف قتل الناس والأطفال، ووقف هدم البيوت، ووقف العدوان نهائياً عن أهلنا في فلسطين، على أمل أن يتطوَّرَ مطلبُهم في المستقبل العاجل إلى إلزامه بوقف الاعتداء على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وبيت لحم وغزة وكل أرض القداسة، إلى أن يتحقق الوعد الإلهي. 
أما بالحديث عن أمةِ المليارات، فكأنَّ فلسطين بالنسبة إليهم قد باتت من غير العرب ومن غير المسلمين ولا المسيحيين؟
أربعمئة مليون عربي ومليارا مسلم، يُطبِقُ عليهم الصمتُ فلا نسمع منهم حتى الهمس.. إلا ما رحم ربي من الذين ما زالوا يقبضون على كرامتهم كالقابض على الجمر.
لا نرى الأنظمة العربية والإسلامية من المطبعين تقطع علاقاتها مع الكيان أو تُطلِق مُجَرَّدَ التهديد بقطعها احتجاجاً على العدوان... حتى سلطنة الباب العالي غائبة عن السمع منذ مسرحية مرمرة...
لا نرى الجماهير العربية في الدول الـمُطَبِّعة تحتل السفارات الصهيونية، لا في مصر زعيمة العرب، ولا في بلدان كل معتمري الكوفيات الذين يُشَنِّفون آذانَنَا صُبحَ مساء بالتضامن العربي والحضن العربي والإجماع العربي..
فقط نرى رؤوساً منغرسة في الرمال، ونسمع أنذالاً من الخليج يندبون في وسائل التواصل ووسائل الإعلام، يبكون على كسر خواطر المستوطنين بإنزالهم إلى الملاجئ. ربما أصبحت بعض الأنظمة على وشك أن تتطوع بإرسال مرتزقة من الدواعش والمعتاشين والمنهزمين، لمؤازرة جيش العدوان. ولا نستبعد أن تكون بعض الدول الثرية قد أقامت جسوراً جوية وفتحت حساباتٍ مصرفية لتُغدِقَ بمعوناتها على الكيان وتُبَيِّضَ وجهها أمام الخامات وتقدم تعويضاتها للمستوطنين...
لقد ثَبُتَ بالدليل القاطع أن أحرص الناس على كرامة العرب ليسوا عرباً... بل هم من إيران وفنزويلا وكوبا، وربما من الصين والبرازيل وكولومبيا وبعض الدول العربية القليلة التي ما زالت أصيلة...
أما الوساطة المصرية فكم يعجبني حيادها، وكم يعجبني بعض المنظرين المصريين على الشاشات عندما يجتهدون في شرح فذلكة موقف بلدِهِم كوسيط، ثم يشتكون من عدم وجود من يدعمها لاتخاذ موقف عربي واحد ومُوَحَّد. مِصرُ التسعين مليوناً، بلد جمال عبد الناصر، وقائدة الأمة العربية على مدى التاريخ، تتصرف اليوم وكأنها كائن هزيل لا حول له ولا قوة، تقودها بعض دويلات الخليج كَنَملَةٍ تقود فيلاً. ولا ندري كيف تحصل الصُدَف دائماً أن يتم اغتيال القادة الفلسطينيين كلما تكثف تواصلهم مع المخابرات المصرية. ولا ندري كيف تصل المعلومات للجيش الصهيوني على طبق من فضة عن مكان وجودهم بالدقة والدقيقة فيبادروا إلى اغتيالهم بسهولة. 

إن خيرَ الكلام ومِسكَ الختام، لن يكون يوماً في زواريب هؤلاء الزاحفين، بل سيكون على لسان خير الأنام من قادةِ المحور والميدان. ونحن ننتظر طَلَّةَ قَمَرِهِم يخاطب أرض الإسراء والمعراج بالكلام الفصل في ذكرى ذو الفقار، لِيُبَشِرُنا حتماً أن الصبح قَريب. 

*الجمعة 12 أيار 2023*

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة